أنثى بلا أنثى
صورة من عمق الأيام ترنحت
بين أصابعي تلوحت و تشحبت
رسمتها بأحلامي و اختفت
مثل قطرة المطر على رصيف مهجور
لم أحبك قد و لكني ... أجبرت
لم أهواك قد و لكن حياتي تبعثرت
ضاقت بي وحدتي ... و ضعفت
لست كالأنثى ... لست كالحلم
غريبة أنت حين مكثت بأفكاري
تارة حمقاء و تارة بلا قلب
انتهت كلمات الهوى ... و بقيت
أنت كما أنت ... كلوح خشب
ما ندمت يوماً ... و لكني مللت
ألم تذكرين نظرات عيوني
كانت دهشتي ... أشلت كياني
أشياء غريبة ... صحراء قاحلة
عاصفة سوداء ... مطر من طين
ورد بلا لون ... أنثى بلا أنثى
عذوبتي دمرتني ... لست لي
لا عقل يفكر ... و لا قلب ينبض
ألف شكر و ألف فرح يراقص بعدي
لست لي ... و لست لأي أحد
شكي يراوغني ... أنثى بلا أنثى
كتمثال من حجر ... يمشي
رحيلي سعدي و رجولتي انقذتني
لا تفكري بكلماتي و لا تستعجبي
فأنت صغيرة لا تفقهي
تعلمي فنون الأدب ثم تعالي
أيتها الحمقاء ... أخرجي
من بين سطوري و أجلسي
بين الأواني و امسحي
غبارات الأزمان و أثار أقدامي
لم أحبك يوماً ... و لكني أجبرت
أندمي ثم أندمي ثم أبكي
لا رجل غيري يهديك قبلاتي
ولا ألف رجل بلحية يضاهي قلبي
تعلمت بثمن بخيس ... ما هي أنتي
أيها الحمقاء ... لا تفكري
لم أحبك قد ولا عيونك أسحرتني
ارحلي مع الدمى ... أمضي
لا أمراة طعنت بي ولا دمرتني
أندمي ثم أبكي
لا رجل غيري يهديكي قبلاتي