ما همني
ما همني فرحي ولا همني حزني
وأنا لقدري سلمت و عزمت رحيلي
تلاشت كالسراب ... حلم ورا حلم
بيد ظالم خطا بقلمه ... انتهى
مات البطل وانتصرت عذراء
و من مضجعها عانقت روحها
عانقت وحدتها ... لونتها و عطرتها
عزفتها بفرحة ... مات البطل
ماتت الكلمات ... تبعثرت باكية
تشكو أو لا تشكو ... و لمن
ما همني فرحي ولا همني حزني
كقطرة مطر ... ببحر ظلمات البشر
مركب ممزق سارية متكسرة
بخلسة هجرته ... شمعة الأمل
لا كسرة خبز ولا رشفة ماء
العمر ماضي ... يكتبه التاريخ
لا أشبه أحداً ... حبر على ورق
مات البطل و انتصرت عذراء
تعفنت ... تجعدت أفكاري
من حائط إلى حائط كالمعتوه
أتنقل بين خيالي وبين شخبراتي
كالذي يبحث عن حياة لميت
كالذي يبحث عن ضمير حي
ورقة مرمية على حافة الطريق
شخبرات طفل على جدار مدرسة
نصف تفاحة منسية بطرف نافذة
فما همني ما قالته العذراء
العمر ماضي ... ماضي
ماتت الإنسانية ... دعست حيائها
لا عيب يصحو ولا خجل يرتسم
الجماهير غنت و تراقصت
مات البطل وانتصرت عذراء
جريدة منسية على طاولة مقهى
كلماتها المبعثرة ... لغزاً لا يحل
قلم قد جف و كأس ماء فارغ
فما همني ما قالته العذراء
قد تجردت من حيائها
قد غفا العيب دهراً و أنساها
من أنا و من ستكون
بيد ظالم خطا بقلمه ... انتهى
مات البطل وانتصرت عذراء
ماتت الإنسانية ... دعست حيائها
فما همني ما قالته العذراء
فما همني فرحي ولا همني حزني