أيتها العذراء
لما خرجتِ من أفكاري أيتها العذراءٌ
فأنا لم أنتهي من ترتيب السطورُِ
و لم أجمع ما تبقى من الشقاءُ
الذي حطم أشعاري و الأحلامُ
لما خرجت و بيدك سنينُ البقاءٌ
فأنا من بين شفتيك خرجتٌ
ومن بعدك غردت سنينُ الشقاءٌ
كفاني بالحديث وإياك اشتياقٌ
أهذا الهوى يصنعهٌ العشاقٌ
أم تراتيلَ السحر يرسم ُالفناءُ
لما خرجتِ أيتها العذراءُ
من بين العيونُ و الأجفانُ
وكتبتِ نهايةً لم تدركها الأقمارُ
وزرعت الفصولَ و الأمطارُ
و أني بالجوادِ أصيلُ الفؤادُ
وبين طياتي تضيع الأحزانُ
فكفاني بالأقلام أمطاراً
فأني عاصفةً تقودها الرياحُ
عبر صفحات كتابي السجينُ
بسلاسل من حروفك مقيداً
فلا تعجبي أن جمعتُ البحارُ
و قطعت ألآف الأميالُ
و رسمت صورتكِ العصماء
جعلت منها رمز العطاء
وأني في هواكِ لم أحصدهُ
فلما خرجتِ أيتها العذراءُ
فتلك الزهور فقدت العطاءُ
و تلك الأشجارُ شحت بها الثمار
فأنا لهواك عهدٌ بالبقاء
فابقي على حبي ... أيتها العذراءُ
