عندما تفوح رائحة القهوة
عندما
تفوح رائحة القهوة
لا
تدري من أين....؟
و
لن تعرف إن كانت من الماضي
أم
من دولة على لهيب النار ... تفور
تلك
الرائحة مميزة عندما تشع
أولى
خيوط الشمس الصباحية
بعد
غياب قد طال لساعات
و
بعدها... تنسكب في فنجان
مزخرف
بألوان الربيع
وتفور
مني ذكرياتي ... منسكبة
فوق
رائحة البن و تخمد أهاتي
على
حافة الشرفة ... يشتعل
فتيل
عود الثيقاب من مخبئه
لتهب
النار بسيجار من ورق العنب
حضنته
أصابعي بعناية وكأنه من ذهب
نفخات
من تبغ قد أصحا ذهولي
زقزقة
العصافير لم أدرك معانيها
و
لم أسمع طرباً يشد دمعاتي هكذا
و
لكني... عشقت طربها
تشدني
كلمات لسيدة الغناء
و
على جسر اللوزية كان اللقاء
جلست
و الصمت قد أحاط صباحي
ظننت
نفسي بحالم....!!
لم
أستطيع جمع قواي .... فبكيت
و
انسدلت من وجنتي لتبلل شفتاي
وتدخل
مع طعم البن و تجري
لقاع
لساني.... و أتذوق نكهة الفرح
قد
سرقني جمال الكون... و مضى
نحو
الأفق محملاً على أجنحة العصافير
و
تنسكب القهوة و يطفو فنجاني
أخاف
أن أشربها و تختفي رائحتها
لا
أريد أن يختفي ذلك الشعور
الذي
طال عهوداً بأن... يتذكرني
عندما
تفوح رائحة القهوة
تتذوق
طعماً لم تحصده من قبل
و
كأنها مقطوفة من عالم بعيد
تروي
قصص الهوى .... و تفور
و
تبقى معطرة ... بذكريات
يتكلم
عنها كل صباح جديد
و
لا تدري من أين....؟
تدور
عقارب الساعة زاحفة
لتقول
قد حان موعد الرحيل
و
ليت الزمن يغفو بقيلولة... و يقف
عند
تلك اللحظة .... و أبقى
و
يبقى عبق البن ...بفنجاني
أطير
مع العصافير أرجاء فضائي
و
تقف شمس صباحي ... لحياتي
و
لم أدرك بأن ما بحلو ... ماضي
و
الزمن كالبرق ...يمضي يمضي
هكذا...عندما
تفوح رائحة قهوتي
